-->

حوار – السفير الصحراوي بالجزائر : “المسافة بين الجيشين الصحراوي والمغربي في الكركرات وصلت إلى 120 مترا”


الجزائر – TSA عربي: حذر السفير الصحراوي في الجزائر عبد القادر طالب عمر في هذا الحوار لـ”tsa عربي” من إحتمال التصعيد في المنطقة ودعا فرنسا ل”الوقوف مع القرارات الدولية فقط وليس مع الطرف الصحراوي”.
سعادة السفير، هل يمكن إطلاعنا عن تفاصيل أكثر بخصوص الضحايا الصحراويين في حادثة سقوط الطائرة العسكرية في بوفاريك؟
هؤلاء الضحايا كانوا في عودة من العلاج في مختلف المستشفيات في العاصمة، وهذا شيئ معروف وعادي والجزائر لا تخفي دعمها للصحراويين وأنها كذلك تستقبل طلبات وهذا ليس موقف خاص بالجزائر. صحيح الجزائر هي الأولى التي إستقبلت بالأحضان الصحراويين لما حاول النظام المغربي إبادة حقيقية ضده، لكن بعد ذلك وصلت منظمات دولية مثل منظمة إغاثة اللاجئين التي تقدم الدعم والمساندة فيما يخص الخدمات الطبية والتعليمية ومنظمة التغذية العالمية التي تقدم الدعم الغذائي ومنظمة الصحة العالمية واليونيساف… هناك منظمات أخرى غير حكومية إيطالية وإسبانية وسويدية… متواجدة في مخيمات اللاجئين وتقدم المساعدات وهناك دول تقدم الدعم والمساعدة كذلك بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي… فالجزائر إذن تقوم بدور يكفله القانون الدولي ومن المؤسف أن يستغل النظام المغربي حادثة الطائرة لمحاولة إستخراج حجة لاتهام الجزائر.

عدد الضحايا بالضبط هو 30 كما تناقلته وسائل الإعلام أم كم؟
نعم وأغلبهم أطفال وكبار في السن وبعض المرافقين لهؤلاء المرضى.
ولا جندي من بين هؤلاء الضحايا؟
أبدا ولا جندي، هذه الحكاية لا أساس لها. المغرب حاول إستغلال هذه الحادثة بعدما تلقى تكذيب من الأمم المتحدة حول ادعاءاته بوجود صحراويين في المنطقة العازلة.
آخر تطورات القضية الصحراوية هو عودة المفاوضات بين الاتحاد الأوربي والمغرب حول إتفاق الصيد البحري في المياه الإقليمية الصحراوية. ماذا يعني هذا بالنسبة لكم؟
هذا القرار مؤسف والجبهة (جبهة البوليساريو) نددت به، لأنه يتناقض مع حكم المحكمة الأوربية التي أكدت أن الصحراء والمغرب منفصلين تماما ولا سيادة للمغرب على الصحراء … هذا القرار يشجع المغرب على مواصلة خرق القانون الدولي وعرقلة مساعي الأمم المتحدة ومساعي المبعوث الأممي والجبهة ستضطر مجددا لتقديم شكوى لدى المحاكم الأوربية ولنا الثقة أن المحاكم الأوربية ستؤكد ما قالته في أحكامها السابقة.
هل يعني هذا المد والجزر في مواقف الهيئات الأوربية أن الاتحاد الأوربي أيضا يسير برأسين أم ماذا؟
ما كنا نقدره في تجربة البلدان الأوربية هو وجود فصل بين السلطات وإستقلالية للقضاء وأن الأحكام القضائية ملزمة للجميع. والآن نرى خرق سافر لهذه القاعدة ويظهر أن ما يقال شيئ وما يتم تطبيقه شيئ آخر، ونحن سنستمر في نضالنا وطرحنا لهذا الموضوع على مستوى المحاكم الأوربية.
نحن نعلم أن هناك ضغط من قبل بعض الأطراف خاصة منها الحكومة الفرنسية والحكومة الاسبانية. هذا ليس سرا وأي خطوة تضايق النظام المغربي هم يأتون لحمايته ليس فقط في الاتحاد الأوربية والمفوضية الأوربية، بل حتى في مجلس الأمن فرنسا هي دائما المعرقل لكل ما تريد باقي الدول أن تفرضه كإحترام الشرعية الدولية.
فرنسا حاولت أيضا منع حضور الصحراء في قمة أبيجان بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي. ومع ذلك إستطاع الاتحاد الإفريقي أن يفرض على فرنسا وعلى المغرب أن يجلسا إلى جانب الصحراويين في نفس القمة. هناك من يتساءل عما يستطيع الاتحاد الإفريقي فعله وهاهي صورة واضحة لما يمكنه فعله إذن.
الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية معروف. لكن هل لديها مطالب أو شروط معينة تسعى لفرضها أم هو موقف مبدئي وكفى؟
الموقف الفرنسي نابع من مصالحها في المغرب. هي تريد أن تكون الريادة في إفريقيا للمغرب لأنها لا تريد أن يكون التأثير الكبير في إفريقيا لبلد يتعامل معها الند للند مثل الجزائر. هذا هو السبب والثورة الصحراوية طبعا هو إمتداد لحركات التحرر.
لكن ما هي مساعيكم لتغيير الموقف الفرنسي؟
نحن لدينا أصدقاء في فرنسا ولدينا توأمات مع البلديات الفرنسية ولدينا إتصالات مع البرلمان الفرنسي والسلطات الفرنسية ونعقد الكثير من الندوات في فرنسا ونعمل كل ما وسعنا لتغيير الموقف الفرنسي. نحن لا نطالب فرنسا بان تنحاز للطرف الصحراوي بل نطالبها فقط أن تنحاز للقانون الدولي ولا تبقى منحازة للاحتلال.
ومع ذلك كل الحكومات يسارية أو يمينية متمسكة بنفس الموقف؟
إلى حد الساعة هذا هو الملموس، لكن في المقابل تطور مواقف بعض الدول ومواقف الاتحاد الافريقي والمحاكم الأوربية والجمعية العامة للأمم المتحدة وموقف الصحراويين أنفسهم لأكثر من 40 سنة يؤكد أن النظام المغربي فشل في إقناعهم أن يكونوا مغاربة.
ثم إستمرار النزاع أصبح مكلف للنظام المغربي وفي فترة ما إستعملت قضية الصحراء لضمان إستقرار النظام المغربي وصنع ما يسمى بوحدة معينة، لكن هذا تآكل وأصبحت الأصوات ترتفع من الداخل وتطالب بتحسين أوضاعها الاجتماعية وبالتالي الأولى أن تذهب الموارد التي تستعمل في قضية الصحراء إلى حل هذه المشاكل الاجتماعية لأن قضية الصحراء لم تعد تكفي لإسكات الشعب المغربي وإلهائه.
وهل المغرب جدي في تهديده الحالي بالخيار العسكري أم هي مزايدة سياسية؟
هذا ناتج عن حدة المشاكل الداخلية والخارجية. وللخروج من هذا الوضع يلجأ النظام المغربي مجددا للتصعيد وهو يعلم أن هذا التصعيد ليس بديل ناجع لأنه جربه في السابق وتلقى هزائم أجبرته على قبول تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.
في البداية كان يقول هذا ملف داخلي وطوي… لكن تحت الضربات العسكرية سلم بتنظيم الاستفتاء. ربما الآن تناسى هذه الضربات والصحراويون جاهزون لتكرار نفس الضربات التي تلقاها في السابق.
هل تتوقعون أن يذهب فعلا إلى الخيار العسكري في مرحلة ما؟
الذي نراه الآن أن الغاية هي إسكات الداخل ووقف تقدم الخارج. يمكن أن يرتكب حماقة وفي نظرنا سيكون هو الخاسر وعلى العالم أن يعلم أن الصحراويين صبروا أكثر من اللازم والشباب الصحراوي كذلك يطالب بالخروج من حالة الانتظار.
وماذا تنتظرون من مجلس الأمن في مناقشته القادمة للملف الصحراوي؟
التقرير سجل نقاط إيجابية وأكد ما إقترحه الأمين العام والمتمثل في الذهاب إلى المفاوضات بروح جديدة وديناميكية جديدة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. الشيئ الذي يرفضه المغرب ونحن نرى هذه النقطة مهمة جدا ويجب تطبيقها. أما النقطة الثانية فهي التأكيد على السماح للمينورسو بالعمل مثل باقي البعثات الأممية والثالثة هي موضوع حقوق الإنسان، حيث سجل التقرير ضرورة وضع آلية لاحترام حقوق الإنسان.
وهناك نقطة أخرى تتعلق بوقف إطلاق النار وتسفيه إدعاءات المغرب بوجود تحركات في المنطقة العازلة… المغرب يريد تحديد المشاورات في مجلس الأمن لوحده لأن هناك فرنسا التي تعرقل القرارات الدولية بينما المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي وسع إستشاراته إلى الاتحاد الإفريقي وإلى أوربا… لكن من غير المعقول أن يهاجم النظام المغربي المبعوث الشخصي اليوم مثلما هاجم في السابق روس. وبالتالي نرى أن المغرب يوجد في وضعية غير مريحة وبالتالي أصبح يهاجم بأشكال مختلفة.
إذا إستمر النظام المغربي في العراقيل والتهديد بالخيار العسكري فإن الجبهة الشعبية لن تبقى مكتوفة الأيدي.
لدي سؤال في هذا السياق، سعادة السفير. القضية الصحراوية الآن عمرها 45 سنة ووقف إطلاق النار 30 سنة تقريبا والمغرب نجح في إبقاء الوضع على حاله. ما الذي يمكن أن يغير موازين القوى ويعيد تحريك عجلة المفاوضات؟
نرى أن هامش المناورة أصبح يضيق على النظام المغربي ولم يعد بإمكانه إطالة الوقت والضغط يتزايد عليه وهذا ما جعله يهاجم الأمم المتحدة ويطرد المينورسو… هو يكرر نفس تجاربه السابقة وهذا دليل على أنه لم يعد قادر على الاستمرار في الجمود وسنة 2018 و2019 ليست مثل سنوات التسعينيات.
تتوقعون بداية المفاوضات في القريب العاجل؟
موضوع الكركرات في الفترة الماضية كان كافيا لأنه لم يعد فاصل بين الجيشين إلا 120مترا وهذه الوضعية يمكن أن تتكرر في أي لحظة. فإما أن تتقدم الأمور ونذهب إلى مفاوضات جادة أو حقيقة إحتمال عودة التصعيد للمنطقة قائم.
المصدر: ”tsa عربي”

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *