-->

حالة ترقب حول مصير موغابي بعد التوصل الى مرحلة انتقالية


تعيش زيمبابوي حالة ترقب للمشهد السياسي حول ما ستفضي إليه الجولة الجديدة من المفاوضات بين الرئيس روبرت موغابي و هيئة أركان الجيش بشأن الاتفاق على انتقال سلس للسلطة تمهيدا لتشكيل حكومة مؤقتة, فيما ستعقد قيادة حزبه الحاكم اجتماعا لحسم مصير الرئيس.
و تأتي هذه التحركات بعد ساعات من تنظيم مظاهرات كبيرة تطالب برحيل الزعيم الذي يحكم البلاة منذ حوالي 40 عاما
و تعد هذه المفاوضات , الثانية بين الرئيس موغابي و قائد الجيش شيونغا, بعد مفاوضات جرت بينهما الخميس الماضي, بحضور مبعوثين خاصين من مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية (سادك) التي تتراسها جنوب افريقيا.
و اعرب رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الذي تتراس بلاد مجموعة السادك عن تفاؤله "الحذر" من ان الوضع في زيمبابوي سيحل بشكل "ودي ".
ففي الوقت الذي تجري فيه هذه المفاوضات, يبحث "اتحاد زيمبابوي الوطني-الجبهة الوطنية /زانو-بي اف/ الذي يترأسه موغابي , إقالة هذا الاخير من الحزب الحاكم.
و تجري المفاوضات بين الرئيس-الذي يزداد عزلة بعدما تخلى عنه حلفاؤه- , وهيئة أركان الجيش , في محاولة لممارسة مزيدا من "الضغوط" عليه للاستقالة من منصبه.
و نقل القس الكاثوليكي فيدليس موكونوري-الذي يقوم بالوساطة في المفاوضات-, إن موغابي سيلتقي مع قائد قوات الدفاع لزيمبابوي اليوم , لافتا ان الجيش سيتحاور مع الرئيس موغابي حول "الطريق الذي يجب إتباعه بالنسبة للمستقبل".
وكان الرئيس -الذي وضع رهن الاقامة الجبرية منذ الأربعاء الماضي, قد التقى في اليوم الموالي بقيادة الجيشي برئاسة القائد كونستانتينو شيوينجا.
و بالنسبة لاجتماع الحزب الحاكم , قال رئيس قدامى محاربي حرب التحرير كريس موتسفانجوا, إن حزب "الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي", "سيقيل" موغابي من زعامة الحزب , في اجتماع خاص للجنة المركزية للحزب اليوم, موضحا أن الاجتماع "سيعيد أيضا نائب الرئيس الذي كان تم عزله إميرسون منانغاغوا , كما سيقيل غريس زوجة الرئيس , من قيادة الرابطة النسائية بالحزب. سنسير في الطريق حتى النهاية .موغابي يجب أن يستقيل ويغادر البلاد".
و كان الحزب الحاكم قد طالب اول امس الرئيس موغابي بالاستقالة من منصبه ,في بيان نقلته مصادر إعلامية في ختام اجتماع لممثلين عن جميع لجانه التنسيقية ال10 في محافظات البلاد, حيث اتفقوا على دعوة موغابي للتنحي عن السلطة وكذلك التخلي عن منصب الأمين العام للاتحاد.
وأوضح الاتحاد في بيانه, أن موغابي/ 93 عاما/ "فقد السيطرة على ما يجري في حزبه وحكومة بلاده بسبب كبر سنه".
هذا و من المقرر ان يعقد تجمع تنمية الجنوب الإفريقي "سادك", قمة الثلاثاء المقبل في أنغولا لبحث الوضع في زيمبابوي, يحضرها ممثلون من جنوب إفريقيا وزامبيا وتنزانيا وأنغولا.
خرج عشرات الآلاف من المواطنين في العاصمة هراري و "بوالاوايو" /جنوب غرب/ ثان اكبر المدن في زيمبابوي, أمس السبت, في مظاهرات وصفت ب"التاريخية", مطالبين باستقالة الرئيس روبرت موغابي, و تأييدا لإجراءات الجيش.
و طالبت المظاهرات التي ضمت كل جميع طوائف الشعب الزيمبابوي والتيارات السياسية في البلاد , من بينها معارضون, وشخصيات مقربة من الحزب الحاكم , باستقالة موغابي من الحكم.
و اعتبرت هذه المظاهرات "أحد أكبر" المظاهرات التي نظمت في البلاد منذ الاستقلال ووصول موغابي إلى سدة السلطة عام 1980.
و يرى المتتبعون للمشهد السياسي في زيمبابوي, أن تدخل الجيش يشكل "منعطفا" في حكم موغابي الذي اتسم حسبهم ب"قمع أي معارضة سياسية" , وبأزمة اقتصادية حادة.
و اندلعت الأزمة السياسية في زيمبابوي على خلفية قيام موغابي بعزل نائبه ايمرسون منانغاغواي الذي ظل منذ فترة طويلة المرشح الأوفر حظا لتولي الرئاسة خلفا للرئيس, ويحظى بتأييد رابطة المحاربين القدماء المؤثرة في المشهد السياسي للبلاد.وبات اسمه مطروحا لتولي قيادة المرحلة الانتقالية في البلاد. 
و فسحت ازاحة منانغاغوا المجال أمام الطموحات السياسية لغريس موغابي غريس /52 عاما/ لتخلف زوجها, وهو ما عارضه بشدة ضباط كبار في الجيش.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *