-->

لقد انسحبنا من الكّركّرات.


شخصيا، كل ما أعيبه على القيادة في هذه اللحظات هو عدم الجرأة على قول و نطق العبارات اللازمة و العزيمة الكافية لشرح الأمور بطريقة شجاعة تمكن المواطن من فهم كل شيء.
لا حرج في الانسحاب، و لا حرج في استعمال عبارة الانسحاب. و كم من مرة انسحبت وحداتنا المقاتلة من مكان مُعين لتدخل من مكان آخر مُنتصرة و حاسمة للأمر في الميدان لتفرض على العدو الفرار و الهزيمة. بالضبط كما هو حالنا في ابريل 2017، حين انسحبنا من الكّركّرات لندخل منتصرين في مجلس الأمن و مُكبدين العدو و حليفته فرنسا خسارة كبرى.
لذلك أعتقد أنه كان على قيادتنا محاورة الرأي الوطني بوضوح و بشفافية.
نحتاج، في نهاية القول، الى ناطق رسمي باسم الحكومة و الجبهة يكون مستعدا ليلا نهارا للتواصل مع جميع وسائل الاعلام، مهما كانت عامة او مُستقلة، لشرح كل المواقف بوضوح و في وقتها المناسب. 
لاشك في أن قرار ابريل 2017 سجل انتصارا للقضية الصحراوية.
هل الانتصار هذا في قرار ابريل 2017 يعني نهاية اللجوء؟؟؟
لا. من طبيعة الحال، لا.
ولكن هل كان أحد منا ينتظر من شهر ابريل 2017، قرار أممي يؤدي الى نهاية اللجوء و عودة شعبنا الى ارضه منتصرا؟؟؟ 
لا بالطبع. 
بمعنى أن المعركة، أي معركة ابريل 2017، كانت معركة منحصرة على محاور مُحددة جداً.
في أكبر معركة قام بها جيشنا، معركة كّلتة زمور 13 و 14 أكتوبر 1981، تم انسحاب قواتنا 48 ساعة فقط بعد تحرير الكّلتة حيث انسحبت جميع وحداتنا غربا، امام تقدم قوات النجدة المغربية، بما في ذلك الدفاع الجوي، و لكن وحداتنا انسحبت لتتمركز في مكان آخر و تُغير على العدو و تُطارده إلى ما وراء واد الزبيرة جنوباً.
أين المشكلة الآن في القول لمواطنينا اننا، بعد السيطرة الكاملة على الكّركّرات لمدة تقارب ثمانية أشهر و ردع الغزاة هناك، قررنا الانسحاب منها نحو الغرب، لنتمركز في نيو يورك و نغير على العدو، و هو مُدجج بكل القوة الفرنسية و السنغالية، و نُكبدهم خسارة فادحة. و الأفضل من ذلك، ان انسحابنا من الكّركّرات تم دون أي خسارة بشرية او مادية و بجاهزية و عزيمة كاملتان للرجوع إلى الكّركّرات في أي وقت.
لنعود للحديث عن محاور معركة ابريل 2017. لم نتجه لأبريل لنيل قرار يُدين المغرب ولا من اجل قرار يفرض خروج المغرب من أرضنا ولا قرار يفرض وقف نهب ثرواتنا ولا شيء من هذا القبيل. كل ما كان علينا هو مواجهة هجمة شرسة من قبل فرنسا والمغرب والسنغال.
في دراستها لمواقع العدو وتحركاته، وحداتنا الاستطلاعية، كشفت أنه هناك قرار يُطبخ في كواليس مجلس الأمن مفاده إدانة الممثل الشرعي و الوحيد لشعبنا، و الأخطر من ذلك، إمكانية تغيير طبيعة النزاع و طريقة التعامل معه من طرف الأمم المتحدة.
لمُعالجة الامر، كل ما قام به البوليساريو هو انسحاب وحداتنا من الجنوب لتحشد قوتنا النارية في نيو يورك. وكانت الخطة صائبة مئة في المئة، حين تمكنا من قلب القرار 180 درجة.
انسحابنا تلك من الكّركّرات ترك العدو مندهشا وراء السراب في رمال الصحراء، حين ما كانت قوتنا تُطارد القرار الأممي فقرة تلوى الأخرى و تحولها الى فقرات تصب في صالحنا. حدمين مولود سعيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *