-->

ولعلنا في غفلة


تم العثور على أكبر معدن لمادة التيلوريوم في العالم. و التيلوريوم هذا يُعتبر أحد معادن المستقبل، لأنه يُستعمل في صناعة الألواح الشمسية.
لكن الحكومة الجهوية، حكومة جزر الكناري، لم يتم إشعارها بهذا الخبر المهم من طرف حكومة مدريد.
اعتبرت حكومة كناريا انه "ليس من اللائق" عدم اشعارها بالبحوث الاستكشافية وأعلنت بأنها ستطالب توضيح وتفسير هذا الأمر الأسبوع القادم.
بالفعل. في شهر نوفمبر 2014، قامت شركة "ريبسول" الاسبانية بعمليات بحث في المنطقة المتواجدة جنوب غرب جزر الكناري، تحت غطاء البحث عن البترول. 
في وقت كانت الحكومة الجهوية الكنارية والراي العام الكناري يرفضون رفضاً مطلقاً عمليات التنقيب تلك عن البترول. ومع ذلك، فرضت عليهم حكومة مدريد القبول بالتنقيب، و سمحت لشركة "ريبسول" مواصلة عمليات التنقيب.
لكن لم يتم العثور على البترول ولا حتى على رائحته في عمليات التنقيب تلك.
ومع ذلك، وبعد شهر واحد فقط بعد عملية التنقيب تلك من طرف شركة "ريبسول"، أي ديسمبر2014، تقدمت حكومة اسبانيا بطلب إلى الأمم المتحدة لتوسيع "المنطقة الاقتصادية الخالصة"، و هو بعبارة أخرى توسيع المياه الإقليمية الاسبانية نحو جنوب غرب جزر الكناري.
وبطبيعة الحال، فإن التقدم بطلب التوسيع في ذلك الوقت لم يأتي من قبيل الصدفة. بل جاء لضمان ملكية الخيرات الموجودة في باطن البحر إن تم اكتشافها.
وحسب الأخبار الواردة هذه الأيام، لقد تم كشف كميات هائلة من مادة التيلوريوم، في المنطقة المتواجدة جنوبي غرب جزيرة "الحديد" الكنارية و على مسافة الف متر تحت سطح البحر. 
وحسب فريق الخبراء البريطانيين، فإن الكمية المكتشفة الى حد الساعة من المعدن المذكور تقدر ب 2670 طن، وهو ما يُساوي 12 في المائة من الاستهلاك العالمي. 
وحسب اعتقادي الشخصي، فإن العدد أكثر بكثير من المعلن عنه ونظرا فقط لاعتبارات سياسية وليست علمية تم تقليص العدد.
هذا المعدن النادر في العالم وبجودة عالية في صناعة الالواح الشمسية ما جعله مرغوبا من طرف الشركات العالمية ذات صلة بميدان الطاقة.
ما الذي يُفسر قرار مدريد بعدم إطلاع حكومة كناريا على هذا الخبر سنة 2014؟
لا شك أن الجغرافيا وخصوصاً جغرافية البحار هي التي تقف وراء صمت مدريد.
إن المرتفعات التي تم الكشف فيها تقع خارج "المنطقة الاقتصادية الخالصة" لإسبانيا. أو على الأقل، في تماس مع "المنطقة الاقتصادية الخالصة" الصحراوية، وهنا يكمن بيت القصيد.
للمزيد من المعلومات:
الخريطة المُرفقة أعلاه توضح موقع المرتفعات البحرية التي تم فيها اكتشاف معدن التيلوريوم. 
حدمين مولود سعيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *