-->

حري بشبابنا توجيه اقلامهم لجرائم وانتهاكات الاحتلال.


بقلم : سيد احمد اليداسي* .
سادت في الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال مجموعة من اقلام الشعب الصحراوي على صراعات نحن وهم في غنى عنها و التي ينقسم في شأنها نشطائنا وشبابنا إلى قسمين بين ما أسموه “الصفاكة “مؤيدين و”والخونة ” اَي معارضين، متبادلين الاتهامات وصولا الى حد تخوين البعض منهم البعض، وكان تبادل الاتهامات وتخوين البعض “في سبيل الوطن” بالنسبة إليهم أسهل كثيرا ًمن توجيه اقلامهم للاحتلال، من اجل وفي سبيل هذا الوطن والشعب. ولعل هذا الصراع القائم بين المجموعتين سيؤدي لا محالة الى طريق تخريب المشروع والمبادئ الوطنية، لانه سلاح ذو حدين يمكن استخدام أحد أطرافه من طرف الاحتلال لتضليل المواطن البسيط عن هدف الشعب الصحراوي حتى يستمر في الجرائم والانتهاكات الممنهجه في حق شعبنا المظلوم.
ان من يتعالى عن القضايا الثانوية و يختار الصمت لايعني بالضرورة سذاجة أو أنه لا يعي ما يدور من حوله، لكن التشبت بتحرير الوطن من الاحتلال وبناء الدولة المستقلة وعودة أهالينا اللاجئين إلى وطنهم وديارهم. و إطلاق سراح معتقلينا وإنهاء الإحتلال، دون أي مس بالمبادئ الفكرية التي تأسست عليها الجبهة الشعبة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى أن تقام الدولة الصحراوية على كامل أراضيها، والتأكيد على وحدة الارض والشعب والاخذ بتضحيات الشهداء والاسرى والجرحى وسحل أمهاتنا واخواتنا في شوارع المدن المحتلة، كل هذا اكبر من هذه الصراعات والقضايا الثانوية.
لا ننسى أن الهدف ليس “موضوع تحقيق العدالة” بل هو الاستقلال وانقاذ الوطن، فلا يتشدق الكاتب بانتقاداته ولا المسؤول بمنصبه لانه ما دام الوطن أسير فلا منصب لأحد ولا مكان لانتقادات احد. و حري بكل صحراوي كان مسؤول أو مواطن ان يكون في خدمة الوطن المطلقة، و ان لا يعيش في انانية، لا يفكر في خدمة وطنه بقدر ما يفكر بأن يكون المنصب او الوطن في خدمته هو وعدم تغليب المصالح الشخصية والقضايا الثانوية الضيقة على المصالح التي تهم الوطن، فنحن راحلين والوطن باقي.
هذه المرحلة بحاجة إلى تجاوز حالة الصراعات حول القضايا الثانوية وتغليب المصلحة الوطنية من اجل دحر المشروع الاستعماري والتثبت بحقنا في الوجود وعدم السماح اَي ما بالمس من مكتسباتنا، كما ان الوطن في هذه المرحلة بحاجة لوقفة وطنية حقيقية للتصدي لسياسات التي تمارسها اطراف عدة، والهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال بدعم كامل من بعض القوى الدولية التي اثبتت دائما عدائها لحقوق الصحراويين وانحيازها الكامل للاحتلال والظلم، ان استقلال وتحرير الوطن أولوية على الجميع ان يعمل على تحقيقها كل من موقعه، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيتك.
*رئيس منظمة عدالة البريطانية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *